يتعرض المرء أثناء حياته لأحداث مؤسفة دون أن يجد لها تفسيرا ، وتمنى بعض الشركات بخسائر لم تكن في حسبانها ولأسباب لا علاقة لها بحسن أدائها أو جودة منتجاتها وتواجه بعض الجماعات مشكلات متعددة تؤرقها وقد تؤدي الى الحاق الأذى بها وبأفرادها، كما تواجه كثير من الدول تحديات صعبة وتهديدات مستمرة قد تقوض وجودها أو نظام الحكم فيها.
وحينما تحيق الكوارث والأزمات بالأفراد أو الجماعات أو المؤسسات المالية أو الدول فإنها قد لا تتمكن من معرفة أسباب ذلك الا بعد فوات الأوان، أو أن أسباب حدوثها تظل غامضة ومبهمة، أو أنها تحتاج الى أدلة قاطعة غالباً ما يتعذر على المحللين الحصول عليها.
وإذا كان بوسعنا أن نعزو بعض تلك الأسباب الى سوء الحظ أو الصدفة أو الخطأ فإن كثيراً منها ناتج عن أيد خفية دفعت بالأمورالى ما الت اليه من سوء.
وحين البحث في كتبنا وصحفنا ومجلاتنا عن مفهوم المؤامرة وماهيتها وأسبابها الى غير ذلك من الأمور التي توضح هذه الظاهرة الخطيرة، فإننا نجد أن كتابنا ومثقفينا يركزون في تناولهم لهذه الظاهرة على جانب محدود منها وهو الجانب الذي يفسر ما نحن فيه من مصائب وتخلف وانتكاسات سياسية وعسكرية دون النظر الى بعدها التاريخي والدولي ، ولهم في ذلك رأيين متعارضين ،رأي يقو ل بوجود مؤامرة تستهدفنا ورأي آخر يقول بعكس ذلك ، ولكل استدلالاته وقرائنه.